اصداء على النيل

اصداء على النيل

اصدقائي اليوم علمت بقصة حب او ان صح التعبير بتجربة حب واعتقد ان هذا هو اللفظ المناسب لان الحب تجربه كامله وليس مجرد قصه ..قد يبدو ما سأرويه لكم قصة عاديه جدا في اولها لا تحتوي على اي حدث مثير وقد تكون مشابهه لما مررنا به او مر به احد الاصدقاء او الاقارب فكل القصص نسمعها ونتحاور ونناقش مقومات نجاحها او اسباب فشلها كيف انتهت او كيف عثرت على طوق النجاة ومرت الي بر الامان .

ابطال هذه القصه يصنفون اجتماعيا من الطبقه المتوسطه او الاعلى منها بدرجه هو يعمل موظف في احد البنوك وهي اكملت دراستها الجامعيه وتبحث عن فرصة عمل لم تاتي خلال العامين المنصرمين ولكن ما زال البحث مستمرا. بدءت العلاقه في اول الامر تحت مسمي " الجيره " وارجو ان لا يسيطر عليكم احساس المسلسلات العربيه لأن الدافع في هذه العلاقه لم يأتي تبعا لوصية الكابلي بأن يحب لسابع جار , لقد كانوا يسكنون نفس الحي فقط. تجمعهم المناسبات المحزنه والمفرحه وقصدت "بتجمعهم" تبادل النظرات والابتسام وبعد انتهاء المناسبه لا يكاد يتذكر احدهم الاخر ولكن بعد ان وجد الحب ذابت كل الشوارع والبيوت التي تفصلهم بسكانها وقصصها واصبحوا يبررون لقوة علاقتهم بأنهم جيران ربما لأن هذه الكلمه تفرض متطلبات من اهمها القرب!.

مرت الايام وأخذت المشاعر بينهم بالتمدد طولا وعرضا لتتخذ شكلها وكان كل من يراهم يدرك مدى الانسجام بينهم ,, هو يملك صوتا ساحرا ويجيد الغناء لها وهي تملك ابتسامة عذبه والاستماع اليه في نوع من الابتهال . المهم يا اعزائي ان كل شئ كان يسير بسلاسة متناهيه الاستمتاع بمشاعر الحب الصادقه , الوعود , الاماني , استراق لحظات اللقاء , الخلافات والغيره كل شئ كما اعتدنا ان نسمع عنه من كل العشاق او نحسه الى ان جاء يوم كان المقرر ان يلتقيا فيه على النيل كما هو الحال دائما ولكنه لم يأتي عادت الى المنزل ومشاعرها مذبذبه بين القلق والغضب وبعد ساعات من الشد والجذب استقر رايها على ان المانع شرا لا محاله ,هذه المره الاولى التى يخلف فيها موعدا, هل مرض؟ حدث مكروه لاهله؟مشغول؟ نسي؟ مات؟؟؟؟ مستحيل!!.
سوف اعرف في الغد حقيقة الامر هذا ما طمئنت به نفسها حتى انقضت ساعات الليل وفي الصباح توقعت ان تلاقيه عند محطة البص كالمعتاد ولكن كيف نسيت ان اليوم الجمعه وليس لديه عمل وغدا السبت عطله ايضا ما العمل؟؟ حاولت عبسا ان تخفف من توترها وظلت تقول لنفسها هو المخطء ولابد ان يجد طريقه ليعلمني بما منعه من الحضور ولكن ظل القلق يلازمها طيلة يومي العطله بالرغم من كل الاعذار التي اوهمت بها نفسها الى ان جاء يوم الاحد ولم تجد له اثر وبقيت تترقب بقية الاسبوع دون جدوى حتى يوم الخميس عندما التقت بأحد اصدقائه المقربين عندما ذهبت الى مكان لقائهم تنتظره هناك واخبرها انه مختفي منذ اسبوع ولا احد يعلم اي شئ عن مصيره .

صمتت لدقائق وهى تحاول استيعاب الفكره واعادة ترتيب مشاعرها فالموقف قد تغير تماما هي كانت تتوقع ان تراه وتلومه بل تنفجر غضبا و لو استطاعت ان تقنع نفسها خلال لحظات الانتظارالماضيه بان تكون عاقله وتتفهم اعذاره مهما كانت وبعد ذلك يمكن ان يقضيا بقيت الوقت في اي شئ اخر, ولكن الان كل شئ على عكس ما توقعت هو ليس هنا وليس في اي مكان تعلمه واستمر الحال هكذا 8 شهور ولا امل في ان يوجد حيا او ميتا , جاء خطاب بفصله عن العمل ولكن هذا لا يهم العمل يمكن ان يعوض المهم انها مسافره لدراسة الما جستير في فرنسا وكيف تسافر وهي لم تعلم عنه شئ بعد هل هو جثة وقبر تبكي عليه ام حي فلا يفارقها الامل في انتظاره ولقائه, ماذا لو عاد ولم يجدها؟ هي تريد ان تعرف مصيره قبل ان تقرر.

سافرت ... لأن الوقت يمر بدون فائده من الانتظار ولانه يحبها ويحب لها الخير وان يكون لها مستقبل افضل ولانها انتظرت هذه الفرصه طويلا ولأن اليأس ملء قلبها ولأن كل هذه البلاد الواسعه قد ضاقت عليها ولأن ولأن ولأن ....... وبعد 4 شهور من سفرها علمت بأنه عاد , عاد خاوي من كل شئ ,صامت كالتمثال لا روح فيه وعلى جسده اثار تعذيب , يقول الاطباء انه يحتاج الى معجزه لكي يعود الى طبيعته من جديد ولا احد يعلم اين كان؟؟!.

هل تعود لأنها تحس بأنها المعجزه؟ وماذا يضمن لها انها ان عادت وتعرف عليها انه سيعود كما كان؟ لو ان هناك ما يضمن تقول انها ستعود وتضحي بكل شئ ولن تندم ابدا ؟!! ام هل تبقى وتكمل ما بدءت لأن الفرصه لا تتكرر ولن يتغير شئ لو عادت بعد ان تكمل العام فالزمن متوقف لديه؟.....

رأيك سيحدد نهاية التجربه فلا تبخل به!؟

اها ... رايكم شنو يا شباب!!!!

والله ياكيوت قصة محيرة

هو كان وين ؟؟؟

لو هي رجعت احتمال هو يتحسن

شكرا كتير علي القصة