اى شئ ولا ده اباحة الاغتصاب

إباحة الاغتصاب باسم الأخلاق
نقلا عن:موقع أمان
04 آب, 2008 | 1 تعليق
42 عدد المشاهدات

اقرأوا معي هذه القصة التي لا يمكن لأي عاقل أن يصدقها, والتي رواها عبد اللطيف العتيقي (القبس, 2/8):..."نتذكر جريمة الاغتصاب التي تمت في الاسكندرية منذ سنوات عندما حاول أحد الشباب اغتصاب شابة بجوار منزلها.
والمعروف أن عقوبة الاغتصاب مغلظة في مصر, لذا وفي أثناء جلسة المحاكمة, طلب القاضي من الضحية الشابة تمثيل دورها ونوعية ملابسها عند حدوث الجريمة, وكانت المفاجأة أن ملابسها قصيرة جدا وجلست بالطريقة نفسها أمام القاضي مما برز معه ملابسها الداخلية.عند ذلك قال القاضي: حكمت المحكمة ببراءة الشاب من التهمة المسندة إليه, هذه القضية حقيقية, وأريد أن أؤكد ضرورة تخفيف العقوبات الجنائية لقوانين التحرش الجنسي للأسباب المذكورة ضد من يتحرش بهن وهن يرتدين الملابس الفاضحة سواء في الجامعة أو »أسواق المول« أو في الشوارع, أما من تلتزم الحشمة والوقار والأدب فلا بد من تغليظ العقوبات على المتحرش بها جنسيا«.
كمواطن عربي يعيش في أمة (تداركها الله كصالح في ثمود, كما يقول المتنبي), أصدق هذه القصة, لأننا أمة بلا عقل ولا احترام لحقوق الإنسان وحرياته المدنية.
وأريد أن أساير الكاتب في منطقة الفاسد مستخدما القياس, حيث يجب وفقا لمعياره غير العقلاني في تحديد العقوبات الجنائية, تخفيف العقوبة على من سرق بيتا بابه مفتوح, لأن صاحب البيت أغراه بالسرقة. وتخفيف العقوبة على من سرق سيارة نسي صاحبها أن يأخذ المفتاح معه. ونخفف العقوبة على من يسرق أموالا لأن الخزانة كانت مفتوحة, ونخفف العقوبة على من يسرق محلا مفتوحا وبضاعته معروضة. وفي المقابل يجب أن نشدد العقوبة على المنقبة والمحجبة إذا ألقي القبض عليها عند ارتكابها فعل شائن, ولنتخيل كيف ستكون الأوضاع في دولة تحكم بموجب هذا المعيار في القانون الجنائي? ستكون فوضى ما بعدها فوضى. وإذا كانت هذه من "مزايا" الدولة الإسلامية التي ينادي بها هذا الكاتب, فلن يجد العالم المتحضر أي مشقة في دحض الدعوات التي تدعو إلى إقامة هذه الدولة, أو تشويه الإسلام.
مشكلة الجماعات الدينية أنه وبرغم البلايين التي تملكها, لم تستطع توفير كاتبا مثقفا واحدا يجيد عرض صورة الدولة الإسلامية. وإذا كان الفقهاء يؤيدون ما ذهب إليه الكاتب من تبن لحجج فاسدة في مفهوم العقوبات الجنائية, وفقا للحشمة, فلنسمع رأي القانونيين من أهل الاختصاص. ولا أستبعد وجود كثير من المتدينين, بل وغيرهم ممن يؤيدون هذا الرأي الذي ترسخ في ذهنهم نتيجة التربية المتشددة حول المرأة باعتبارها مجرد أداة للمتعة. وللحق ذكر لي أحد طلبتي العام الماضي مثل هذا الرأي الخاص بما يلبسه بعض الفتيات من ملابس غير محتشمة في الأسواق, فسألته: ولماذا تطلق العنان لشهواتك الحيوانية? أما كان بإمكانك غض النظر?
وبالمناسبة اسأل الكاتب: ألا يأمرك الدين الإسلامي بغض النظر? ولماذا ينظر كثير من المتدينين إلى المرأة هذه النظرة الشهوانية? هل يحدث ذلك لضعف الوازع الديني أو ضعف الوازع الأخلاقي? وبصراحة لا أفهم لماذا »يتصرمح« الرجال في الأسواق المغلقة (المول)? قلة شغل ووقت فراغ لا يعرفون كيف يشغلونه بما ينفعهم, أم أنهم يذهبون إلى هذه الأماكن للنظر إلى النساء? وأعتقد أن السبب يشمل الاثنين, في بلد يلبس فيه الناس أغلى الساعات ولا يحترمون الوقت, بل وليس للوقت قيمة. لماذا لا يحترم الإنسان نفسه وهو يمشي في السوق أو الجامعة أو المستشفى أو أي مكان فيغض النظر عن الناس, وخصوصاً النساء?
باختصار شديد يُفهم من المقال والمثال السقيم الوارد فيه حول التحرش الجنسي أن الكاتب يدعو إلى تغيير القانون الجنائي وفقا لمزاج الجماعات الدينية, ولم لا? وهم يخططون من خلال التواطؤ مع الحكومة لتغيير القوانين المدنية والجنائية والتجارية بعد أن قضوا على التعليم, وعلى الحياة الاجتماعية بالتركيز على قضايا تافهة مثل الجنس الثالث والرابع و»البويات« وكل التفاهات الموجودة في الحياة.

لاحول ولاقوة الابالله
هكذا دئمااا حكم البشر